القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل قصيدة بحر الهوى مالك بن المرحل

 

أعزاءنا الكرام نقدم لكم تحليلا لقصيدة بحر الهوى للشاعر مالك بن المرحل، وهي قصيدة نظمها الشاعر في غرض الغزل.



تحليل قصيدة بحر الهوى

I.            ملاحظة النص

1 قراءة في العنوان

 

·         تركيبيا يتألف العنوان من كلمتين، الأولى هي "بحر"، وتعرب خبرا مرفوعا لمبتدإ محذوف تقديره هذا أو هو، وهو مضاف، أما الكلمة الثانية فهي "الهوى"، وتعرب مضافا إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألِف المقصورة تعذرا.

·         أما دلاليا فالبحر كلمة تطلق على الماء الكثير المتجمع، ومجازا تطلق على كل شيء كثير، كقولنا بحر من العلم مثلا. وبالنسبة للهوى فهذه كلمة مرادفه للحنين والحب. واعتبارا لما قلناه نستنتج أن العنوان يدل على كثرة الحب.

2 تعريف الشاعر

 

هو أبو الحكم مالك بن المرحَّل، ولد سنة 604 هجرية، وتنقل بين المغرب والأندلس، فتولى منصب القضاء في غرناطة، وقد عرف عنه تنوع ثقافته، خصوصا في ميدان العلوم الدينية. وتوفي ابن المرحل بفاس سنة 699 هجرية.

 

3 فرضية القراءة

باعتماد قراءتنا لعنوان النص واعتمادا على البيت الخامس، نفترض أن الشاعر نظم هذه القصيدة متغزلا، ويشكو فيها جفاء أحبته، رغم الحب الكبير الذي يكنه الشاعر لهم.

 

II.            فهم النص.

1.    المعنى العام.

 

بدأ الشاعر هذه القصيدة ببيان كونه مملوكا من قبل أحبته الذين سحروه بجمالهم، حتى أنه صار تائها يفضح دمعه سر حبه، كما يشكو جفاء هؤلاء الأحبة الذين اعتبروه غير صادق، رغم كونه دائم الشوق والسهاد والحنين إليهم.

III.            تحليل النص

1.    معجم النص

نظم الشاعر هذه القصيدة في غرض الغزل، ويشكو فيها الشاعر حبه الذي جر إليه الكثير من المعاناة، لذلك فإن معجم القصيدة يمكن أن نقسم ألفاظه إلى حقلين دلاليين، هما:

·         الحقل الدال على الحب، وتدل عليه ألفاظ منها: أحبتي، جمالكم، شوقي، الصبابة، الحب، الهوى،أحن، قلبي...

·         الحقل الدال على المعاناة، ومن الألفاظ الدالة عليه: تيهتموني، لم أدرِ، أدمعي، فنى، صبري،تجلدي،جفوني، الأسى، سهادي، اكتئابي، لوعتي، وجدي، سقمي، اصفراري، تبكي، النوى….

من خلال ما سبق نلاحظ أن الحقل الدال على المعاناة ورد بشكل ملفت، ولعل ذلك يرجع لعِظَم معاناة الساعر في هذا الحب.

2. الإيقاع

لتحديد البحر الذي نظمت عليه القصيدة نقوم بتحليل بيتها الأول.

·         تملكتم عقلي وطرفي ومسمعي            وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي

·         تمللكتمو عقلي وطرفي ومسمعي.         وروحي وأحشائي وكللي بأجمعي

·         //0/0..//0/0/0..//0/0..//0//0. ….. //0/0..//0/0/0//0/0//0//0

·         فعولن  مفاعيلن     فعولن   مفاعلن…..فعولن  مفاعيلن فعولن مفاعلن

من خلال التحليل السابق نستنتج أن القصيدة منظومة على وزن بحر الطويل،  وقد جاءت العروض مقبوضة،كما جاء الضرب مقبوضا كذلك،ونقصد بالقبض حذف الخامس الساكن من تفعلية مفاعيلن التي تحولت إلى مفاعلن . وقد اعتمد الشاعر حرف العين رويا للقصيدة، كما نلاحظ أن القصيدة مصرعة، وذلك لكون شطري البيت الأول ينتهيان بالحرف نفسه. 

3. الأساليب البديعية

 وظف الشاعر مجموعة من الأساليب البديعية منها:

·         الترادف في قوله "وكلي بأجمعي" و"صبري، تجلدي"...

·         طباق السلب في قوله "لا أبوح...باح"

·         التكرار من خلال تكرار كلمات أهمها "الحب"، "أدمعي"....

                                  IV.            تركيب

بعد اطلاعنا على القصيدة وتحليلنا لأبياتها، نستخلص أنها قصيدة غزلية عمودية تنتمي للشعر القديم ذي نظام الشطرين المتناظرين، ويشكو فيها الشاعر عذابه جراء جفاء من يحب، وقد نظمت القصيدة على وزن بحر الطويل  باعتماد حرف العين المجرورة رويا. وقد استعان الشاعر بعدة صور شعرية ارتكزت في مجملها على الاستعارة، كما وردت في النص أساليب بديعية منها الطباق والترادف، وعموما فقد تميزت لغة القصيدة بالمباشرة والتقريرية.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات